شارك الخبر
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
ضجتْ ردفانِ بجبالها ووديانها وناسها وهيَ تهتفُ بطريقةٍ سلميةٍ ضدَ قائدٍ عسكريٍ صاحبِ أكبرِ عددٍ منْ المناصبِ عبرَ التاريخِ . . برعَ برعَ . . السببُ قتلَ أحدُ أبنائها قتلَ مكبلاً ورميٍ كما ترمي البهائمُ الميتةُ دونَ احترامٍ لآدميةِ الإنسانِ . . ويدعى الأمنُ أنهُ متهمٌ بقضيةِ قتلِ عمدِ وأثناءَ القبضِ عليهِ قاومَ الجنودُ وقتلَ اثنا المقاومة . . . المواطنونَ والصورُ تدحضُ هذهِ الروايةِ عنْ بكرةِ أبيها . . فالصورُ تقولُ إنهُ كانَ اعزلا وكانَ مكبلاً . .
لكنْ دعونا نفترضُ أنهُ كانَ يقاومُ وقتلَ وكأننا أمٌ نرى الصورُ ولمْ نسمعْ شهودُ الأعيانِ أنهمْ وجدوهُ مكبلاً وقتلَ بالعسكريةِ ورميٍ بحالمينَ ونفترصْ أنهُ قاومَ . . كانَ الأحرى احترامَ جثتهِ وتسليمها لمستشفى أوْ لسلطاتِ الأمنيةِ . .
لكن رمي الجثه في العراء أيضا إشكاليهِ وعيبٍ اسودَ ندى لهُ الجبينُ . . . فاحترامُ آدميةِ الإنسانِ حتى وإنْ كانَ عدوّ قيمهِ تعبرُ عنْ أخلاقِ الأممِ وميزهُ تحضرها وقيمها الدينيةَ . . . ولكنْ نعودُ ونقولُ إنَ القتلَ خارجِ القانونِ سوى منْ السلطاتِ أوْ الأشخاصِ كانَ المقتولُ بربئا أوْ متهما يعتبرُ جريمةً وجبَ العقابُ لمرتكبها والشريكِ فيها والمحرضُ بأيِ شكلٍ كانَ لها . . . هلْ مختارٌ النوبيّ لهُ علاقةٌ بهذهِ الجريمةِ الشنعاءِ ؟
علينا أنْ لا نستعجلُ فيجبُ فتحُ تحقيقٍ محايدٍ لهذهِ الجريمةِ والقبضِ على مرتكبيها والتحقيقِ معهمْ ونشرِ النتائجِ لرأيِ العامِ . . .
على السلطاتِ منْ الأعلى إلى الأسفلِ منْ الانتقاليِ إلى الشرعيةِ أنَ تسارع إلى احتواءِ الموقفِ سريعا قبلَ انزلاقهِ إلى كلٍ لحجِ وكلِ المناطقِ فالجميع يستنكرُ هذهِ الجريمةِ . . فبراميلُ البارودِ قابلةً للانفجارِ . . .
هذهِ الحادثةِ هيَ ناقوسٌ يدقُ أجراسهُ وينبهُ الجميعُ هناكَ مخاطرُ بالاستمرارِ في الازدوجيهْ الأمنيةَ في عدمِ التدريبِ وفهمِ القانونِ في الشعورِ الساديِ لدى بعضِ القادةِ بأنهمْ فوقَ القانونِ وفوق حتى المساءلةِ . . هذا الشعورِ الذي نتجَ عنْ النفخِ المستمرِ والإغداقِ بالمديحِ والمواكبِ العظيمةِ والغناءِ الفاحشِ وعدمِ الامتثالِ لأيِ قوانينَ عسكريةٍ رادعةٍ تحكمُ تصرفاتهمْ وعلاقتهمْ بأفرادهمْ والمجتمعِ وعدمِ تفريقهمْ بينَ الخاصِ والعامِ وبينُ الدولةِ والثورةِ . . .
أنَ الإصرارَ على جعلِ الوظيفهْ العامةَ والمالِ العامِ منْ قبلُ الفهمِ الجمعيِ للايطارْ الأعلى في الدولةِ أوْ المجلسِ الانتقاليِ هيَ الثمنُ وهيَ العطية لأيِ شخصِ حملِ السلاحِ ( ناضلَ ) بغضِ النظرِ عنْ مستواهُ العلميِ أوْ خبراتهِ سنضلُ نعاني طويلاً وساضلْ ادعى وأنادي دربوهمْ وأهلوهمْ ثمَ أعيدوهمْ مسؤولينَ لا ضير في ذلكَ وعلى العينِ والرأسِ . . .
أنا هنا لا أغمزُ أنَ مختارْ النوبيّ متهما وسيصلُ بريئا حتى تتمَ تبرئتهُ منْ هذهِ الجريمةِ أوْ اتهامهِ وأكررُ مطالبتي بالإسراعِ في هذا التحقيقِ في هذهِ الجريمةِ التي أصبحتْ قضيةُ رأيِ عامِ تهمِ الوطنِ كلهِ وحتى لا تكررُ بأيِ مكانٍ . . . وأتمنى منْ كلٍ قلبيٍ أنْ تكشفَ اللجنةُ ملابساتٍ أخرى لا علاقةً لها بالأجهزةِ الرسميةِ ..
واتمنى ان يسود القانون بكل مكان لانه الحكم الذي لا يغضب احد
عبدالناصر السنيدي