شارك الخبر
.
….
تتمحور الاستراتيجية القتالية عند الاحزاب والجماعات الشيعية حول فكرة القتال عن بعد. وفيما يبدو انها تبلي بلاءا حسنا في هذا الجانب والسبب يعود إلى حصولها على نوعية جيدة من الصواريخ الباليستية والطيران المسير.
بالمقابل تعكس العقيدة الجهادية التي قامت على يد حركات الجهاد الإسلاموي ضد الاتحاد السوفيتي في ثمانينات القرن المنصرم، الرغبة الجامحة في الالتحام المباشر.
غير ان الفرق بين المنهجيتين الاسلامويتين الذي يعول على التزام الجماعات الشيعية بقواعد اشتباك معينة، يكاد ان ينعدم عند الجماعة الحوثية في اليمن، وذلك لسببين اثنين:
1_ ان الجماعة اليمنية لم تفك ارتباطها بحركات الجهاد الإسلاموي سابقة العهد والاوان. إذ كشفت العديد من الحوادث الامنية وخصوصا تلك التي تستهدف القوات المسلحة الجنوبية عن وجود علاقة وطيدة بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية.
2_ ان طبيعة اداء الجماعة اليمنية تنفي فرضية “الالتزام بقواعد اشتباك معينة”. فهناك الكثير من الانتهاكات والتجاوزات التي ترتكبها المليشيات الحوثية بحق المدنيين في محافظتي الحديدة وتعز فضلا عن الخروقات في جبهات القتال المتوقفة بحكم اتفاقية استوكهولم.
إلى جانب السببين اعلاه هناك سبب رئيس ثالث وهو الذي يتعلق ب”الوحدة اليمنية”، إذ ان هذه الاخيرة تشير إلى ان ثمة رغبة جامحة في الالتحام المباشر بالجنوب. ولعله من الجدير بالذكر ان حرب العام 1994 التي ادت الى اجتياح عدن وبالتالي فرض الوحدة اليمنية بقوة السلاح، اشترك فيها المجاهدون العرب الذين عادوا من افغانستان وشرق آسيا إلى اليمن. فإلى هذه اللحظة مازالت السردية الإعلامية والسياسية التي يتبناها الحوثيون تتحدث عن الوحدة وبالمقابل تعبر عن رفضها لمشروع الدولة الاتحادية. إلى جانب ذلك تركز جماعة الإخوان اليمنية “حزب الإصلاح” التي تتواجد في محافظتي حضرموت على جزئية دمج القوات المسلحة الجنوبية مع نظيرتها اليمنية. اي ان دينامية الالتحام المباشر مازالت كامنة كمونا ضمنيا في طريقة تعامل الجماعات اليمنية مع الجنوب.
لذلك على الارجح ان كل محاولات المجتمع الدولي التي تهدف إلى عقلنة وترويض جماعات الإسلام السياسي في اليمن ستبوء بالفشل.
….
بدر قاسم محمد