شارك الخبر
______________!!
المملكه السعوديه فاجأت العالم بالتدخل في اليمن معلنه التحالف العربي المتدخل في اليمن ..وكانت المفاجأة الاكبر والغير مفهومه للمتابعين حينها هي ان هذا الاعلان لم يتم إعلانه من مقر مجلس التعاون الخليجي في الرياض كما تم إعلان بيان التدخل في البحرين عام ٢٠١١م…بل تم الإعلان من واشنطن من سفير المملكه هناك وهذا كان له اهدافه ودلالاته السياسيه العميقه منها بدايه الاستقلاليه السعوديه في القرار عن امريكا ..وقد تجسد ذلك واقعا تتابعيا في ازمه اوكرانيا هذا العام سنلاحظ محاولات واضحه لاستقلال القرار السعودي ..
دساتير مجلس التعاون كلها تمنع صراحتا اشتراك قواتها في عمليات هجوميه خارج حدودها لكن التحالف كان حريصا في قوننت هذا التدخل وقد استند إلى التالي في تشريع التدخل ليتوائم مع القانون الدولي …
اولا ..الفصل السابع ماده ٥١ من ميثاق الامم المتحده …
ثانيا..معاهده الدفاع المشترك بي الدول العربيه عام ١٩٥٠ والماده الخامسه من ميثاق الجامعه العربيه عام عام ١٩٤٩
ثالثا ..معاهده الدفاع المشترك بين دول الخليج بمشاركه الاردن ومصر
رابعا ..الطلب الرسمي من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي
الاهداف المعلنه لتدخل كانت واضحه ومحددة وهي اعاده الشرعيه اليمنيه وازاله الانقلاب العسكري الغاصب للسلطه
لقد شاب التنفيذ لاعاده الشرعيه ماشابه من عوامل معرقله داخليه في اليمن اضافه الى العامل الدولي ووصول الاطراف المتداخلة إلى قرار ضروره الحل السلمي في اليمن …
يدور الآن في الاذهان الكثير من التساؤلات هل فعلا السعوديه تركت الجميع مقطع الاوصال والاطراف مشردين على قارعه الطريق وذهبت لتسويه مع الحوثي منفرده ؟
هل هذا جائز عرفا دوليا او قانونا ؟
هل تستطيع ،؟
مازال تعريف الحوثي عند السعوديه انه كيان غير شرعي وهي تسظيف الشرعيه وهي عرابها القانوني عالميا ولم تدعي السعوديه في اي مرحله من الحرب انها ممثله عن الشعب اليمني ولم تدعي ايضا انها تحارب الحوثي كمملكه منفرده …!!
كما ان السعوديه دوله تتصف عالميا بالحصافه الدبلوماسيه والتاني السياسي وتوائم ما تقول واقعا مع التشريعات الدوليه بشكل ذكي جدا وان فرض عليها الواقع مخالفه القانون في المضمون يضل الشكل قانونيا ..
السعوديه اذا ذهبت لإبرام اتفاق مع الحوثي منفرده فهي تمنحه الاعتراف الدولي الضمني وهذا ما يحتاجه الحوثي لكي يعلن استغنائه عن الجميع ..وهذا سيعقد ليس حل المشكله اليمنيه برمتها بل سيجعل السعوديه تحت الابتزاز !!
بل إن السعوديه ستضع نفسها في زاويه الشبهه امام العالم والقانون الدولي ناهيك انها ستضعف نفسها بنفسها امام الحوثي لان وجود كل الاطراف في يدها وتحت تاثيرها عامل قوه سياسيه والتفريط بهم سيضعفها
ليس هناك اعتراف رسمي سعودي إن هناك اتفاق او مشروع اتفاق مع الحوثي بل هناك تواصل كما اعلن لحلحله الملف الإنساني بخصوص الاسراء والمعابر والرواتب وغيرها
انا اعتقد ان هناك خيوط تواصل مباشره وغير مباشره طيله الفتره الماضيه بين المملكه والحوثي لكن هذا دوليا مباح وضروري لحل الكثير من الإشكالات الطارئه بل إن الملف الإنساني والاغاثي ضل مفتوحا…
هذا يفسر التكهنات باتفاق وهذا يستغل على الارجح من اطراف اخرى لضرب العلاقات السعوديه مع الشرعيه اليمنيه من جهه ومع ممثلي القضيه الجنوبيه والشعب الجنوبي من جهه اخرى لا غراض سياسيه ..
لكن دعونا نفترض إن هناك تواصل سعودي حوثي !!
كيف نفهمه وكيف نكيفه قانونيا ؟
وكيف نفسر التصرف السعودي وفق علم اداره الصراعات ؟ هل هذا تصرف سوي ويصب في مصلحه كل الاطراف والحل النهائي ام ماذا؟
يقول علم اداره الصراعات ان اي حل لاي صراع يمر بخمس مراحل رئيسيه وهي ..
١)….اداره الصراع
٢)….اتفاقيات ما قبل التسويه
٣)…التسويه ..
٤)…مرحله توقع مؤشرات النجاح والفشل قبل وقوعها وهذا يسمى علميا المنع الوقائى
٥)..وهي الاهم من وجهه نظري وهي مرحله عناصر الصراع إلى الشراكه ..وهذي تسمى علميا مرحله صلاح الصراع …
هذا التفصيل الدقيق يعطينا فهم علمي ماذا يحصل في صنعاء؟
الازمه في اليمن تسمى الازمه اليمنيه حتى تعريفها في القرارات الدوليه هي ازمه يمنيه اطرافها يمنيه إذن الحل يمني خالص ولن تحل الازمه بتوقيع اتفاق بين الحوثي والمملكة …والمملكه ليس مخوله للانابه عن المؤسسات اليمنيه وكذلك الاطراف التي ضلت تحافظ على شرعيتها طيلت السنوات الماضيه …
دعونا نقر إن هناك تفاهمات سعوديه مع الحوثي لكننها ليست اتفاقات تسويه وهي تقوم بدول تذليل المعوقات للحل السلمي وما يدور في الحوارات هو إعطاء الحوثي بعض المحفزات والتطمينان ليجلس مع الاطراف الاخرى وايضا من مصلحه المملكه في تحييد الحوثي وكسب الوقت …
إذن هنا بيت القصيد كسب الوقت من خلال مشاغله الحوثي بالتفاهمات عمل هدنه وايضا ترغيب الحوثي بحوافز ماديه وتخفيف العقوبات لكي يتحفز للجلوس لان مجرد الجلوس احياننا اختراق العوائق ..
هنا المملكه لا تتآمر على احد لان وجودها اساسا ليس حبا في هذا الطرف او كرها لطرف الآخر بل تحمي مصالحها الاستراتيجيه. وامنها القومي ..
إذن المملكه في هكذا تفاهمات إنما تحلحل المرحله الاولى من محاوله الحل وهي اداره الصراع ..اما المرحله الثانيه وهي اتفاقات الصراع والثالثه التي هي التسويه فهي مهمه الاطراف اليمنيه.
هناك.ثلاث ملفات مهمه في القضيه اليمنيه وكل ملف تناقشه مرحله من مراحل اداره الصراع ..
الملف الإنساني ..وهو فتح معابر اسرى اغاثه رواتب رفع حصار ..وهذا يناقش الان في مرحله اداره الصراع …
الملف العسكري ..يناقش في المرحله الثانيه وهو يختص بوقف القتال وعمل اتفاقات بخصوص القوات كلي احياننا واحياننا جزئي يمكن يحل في مرحله الاتفاقات او يرحل الى مرحله التسويه ..
الملف السياسي ..وهو ملف يخص التحاصصات بالسلطه وشكلها ونظام الحكم ..
إذن لن تستطيع السعوديه مناقشت الملفين السياسي والعسكري لان اطرافها يمنيه لهذا ماتقوم به ليس اتفاقا لان شروطه غير مكتملة وهو عباره عن تفاهمات اكرر تفاهمات ..
السعوديه دوله مهمه ولن تحل الازمه بدونها او بعيدا عن إدارتها او تدخلها لكنها وان تدخلت بالحلول لن تلبسها الا ثوبا يمنيا خالصا … بل إنه يقع على المملكه عند التسويه ان تراعي ان الحل لا يتسبب في اي ارتداد عكسي لا سمح الله ..بل عليها تقع مهمه مساعده الاطراف المتحاربه ان يتحولوا إلى شركا كناتج للحل النهائي …
واخيرا اتمنى ان اكون استطعت إيصال فكره ان مايروج.لايمكن ان يكون حقيقه لا شكلا ولا مضمونا بل خلط بين مفهوم التسويه والتفاهمات… ان وفقت فهو من الله وان اخفقت فهو مني والله من وراء القصد
عبدالناصر السنيدي