شارك الخبر
_———————————
أنا لست محررا خبريا حتى أتتبع عمل وزير ما أو مدير ما أو أي موظف حكومي يقوم بعمل هنا وعمل هناك من صميم أعماله… أو حتى أشيد فيه لأن هذا عمله…!!
ولا أعتقد أن مهمتي ككاتب رأي ..التطبيل أو التلميع للأشخاص كانوا من كانوا…
لكني وان كنت قد انقطعت عن العمل العسكري الميداني قسريا ذات يوم ما زال قلبي وروحي وخلايا جسدي عسكرية… ما لبث تفكيري ونبضي إلا أن يبقى عسكريا… ما زلت أحلم والحلم مباح!! أن أرى جيش بلدي كبيرا قويا منظما ومهابا… ما زلت معتقدا اعتقادا راسخا أن المؤسسة العسكرية هي ضمير آلامه وهي انعكاسا لها وهي صمام أمانها حيث لا تغيير لا تطور لأتقدم لاديمقراطية دون مؤسسة عسكرية مستقلة مدربه تقف عند مساحة متساوية من جميع المؤسسات… والمؤسسة العسكرية فيها الفرد مهما جدا ..من الجندي البسيط كشخص إلى شخص معالي الوزير… الفرد شكلا وهنداما وتدريبا وحركه نظاميه ..
كلما شاهدت هذا الفرد واقفا ماشيا أو راجلا أو راكبا… بأي مكان عام أو في طابور… بهندامه بوقفته بحركته يعكس هذه الصفات تأكد أن جيشك بخير…
أي أن العسكري الواقف في نقطة عسكرية بأي مكان… سيعطي صوره مباشرة في كم القيم المستثمرة فيه وكم التدريب والعقيدة العسكرية لهذا البلد والروح المعنوية التي يحملها وهو انعكاس لقائده من الحضيرة إلى الوزير
لهذا وأقولها بصراحة…
تطربني كعسكري إخبار وزير الدفاع المتواترة في العمل الدؤوب كخلية نحل لا تتوقف… وما يثير الإعجاب هو العمل في ظروف استثنائية ظروف لا تتحمل ظروف تدعو إلى الإحباط… معسكرات عبارة عن أكوام من الأطلال ونفسيات محطمة وميزانية تكاد تكون معدومة وظروف حرب وإلا دوله ومحبطون وفاسدون ومتحذلقون وتجار حروب وطبقات طفيليه … وتناقضات سياسية ومليشيات مختلفة…
هنا يجب أن ندرك أن هناك شخصا اتفقنا أو اختلفنا معه لأيهم!! لكنه يريد أن يعمل؟ شخص لديه مشروع بنا ويجب أن نقف معه جميعا داخل وخارج الجسم العامل للقوات المسلحة… نقف معه دون هوادة لأنه مشروع بنا… ولديه الرغبة بوضوح أن لايمر هكذا ضيف خفيف… بل يريد أن يغير… ويضع بصمته هنا حيث مر قبل أن يغادر المنصب…هذا هو شخص وزير الدفاع
أنا هنا لا أحمل مبخرة أو أطبل لأحد ولست محتاجا لذلك لكن أن ما أراه يثير الإعجاب وأراه عملا جبارا يحتاج أراده جبارة وقوة شخصية فذة تبدو ملامحها واضحة للعيان في شخص الوزير وهناك إصرار يحترم رقم شح الإمكانات…
إن تفعيل الدوائر والقضاء والمدارس العسكرية والقاعدة الإدارية والشرطة العسكرية والزيارات الميدانية إلى جبهات القتال والمناطق العسكرية النائية مثل مأرب وثره والمهرة وسقطرة… وأيضا الشروع في البنا والترميم الفوري عبر دائرة المشاريع العسكرية تبدو روتينه في أي دوله مستتبة الأحوال لكن كحال بلدنا الأمر مختلف تماما… لماذا مختلف؟
مختلف لأنه يبدو وكأنه نفخ روحا جديدة تبعث الحياة في جسم ميت ويتم إحياؤه من العدم… ونفخ الأرواح في الأموات هي معجزات ونحن لسنا في زمن المعجزات… لهذا فمن يحاول هذا لا بد من أن لديه أراده صلبه تتحدى المعجزات وهذا يجب أن يثنى عليه… يجب أن ندعمه بشت الوسائل ولا نتركه يحبط أبدا… إن بالنصح حينما وان بالإشادة حينا آخر وان بكلامها…
طبعا يد واحدة لا تكفي ولا تصفق… لهذا فإن الاختيار المثالي للفريق العامل المهني… من نواب وأركان وقاده للوحدات القتالية والمساندة البعيد جدا عن المجاملة والمحسوبية والمناطقية واختيار كفاءات تفكر في العطاء وليس الأخذ… لديها الإيثار وذات فهم لهذه المرحلة ومتطلباتها سيضيف عاملا آخر للنجاح والتفوق والإنجاز…
كما أن تجاوز الإرث والتركة ومسح الثقافة التي ترى المنصب والقيادة هي فرصة للإثراء والتكسب والبناء الشخصي يحتاج إلى سنوات… وهذا لا يعني التعايش معها بل مرحلة القضاء عليها بخطط مرحلية تمرحلها لسنوات ويشكل لها فريق عمل يقدم الدراسات حولها وتقديم المقترحات لحلها وتجاوزها عبر الابتعاث والتأهيل المحلي ثم الإحلال… لأن بقاء نفس الأدوات بنفس النمط والتفكير مستحيل أن ننتظر منها نتائج مغايرة…
أن الفساد هو العدو الأول الذي يهدد أي نجاح في القوات المسلحة والصورة النمطية المعروفة لكثير من القادة الذين ارتبطت أسماؤهم بالفساد العلني بوضوح تام لا أعتقد أننا نحتاج لانتظار القضاء أن يقول كلمته فيهم فهم شئنا أم أبينا أحببناهم أم كرهناهم لطفاء أم بشعين …لم يعودوا صالحين للقيادة لان القيادة قدوة والقيادة صدق وإخلاص واستقامة… وسيكونون معول هدم لما نبني أو نصلح بل بوجودهم تلوث أي صفحة جديدة ويخدش نصوعها…ولا أعتقد أن رجلا يحاول أن يبنى ويرمم ويفهم ما يعمل وتحت المجهر من الله والناس سيرضى باي شكل من الأشكال أن يكون مضله الفاسدين ..
تمتلك القوات المسلحه كادرا عالي التأهيل في مختلف صنوف القوات لصنع مثله ربما نحتاج لعشرات السنين وان مساله الاستفاده منه واعطائه الفرصه للخدمه والبناء لا يرفضها عاقل وقد ربما يحتاج صاحب القرار إلى بنك معلومات دقيق وحديث لمرحله الاستفاده من القادرين منهم وقياده المرحله القادمه ..لا احتاج هنا أن أذكر أن ألمانيا دمرت تماما بعد الحرب العالميه الثانيه واتلفت ارشيفاتها ودمرت بنيتها التحتية فأعاد الإنسان بنائها بما سجلته ذاكرت كوادرها …
نحن هنا إذ نثني على تحديد أولويات الوزير حسب رؤيته طبعا والعمل عليها دون بطئ أو انتظار الإمكانيات إلا أننا نرى أن الاهتمام بالفرد في القوات المسلحه هو بيت القصيد فإن كان الجيش هو صمام أمان الاوطان فإن الفرد هو عمود ارتكاز الجيش فلا عمود الا قويا… إذن كيف يكون قويا وهو خاوي البطن فاضي الجيب مهتز المشاعر ضعيف البنيه لا يراء مستقله الا مهدوما بلا قدوه عائلته تحت التهديد ..؟؟
لهذا فإن تحسين مستوى حياه الفرد هو بيت القصيد واول الأوليات ويجب أن يعاد النظر في امور كثيره تخص حياه الفرد ومعيشته وتناسبها مع الاحد الأدنى للحياه..ومع مستوى التضخم والضغط بكل الوسائل لتحسينها وتوضيح اهميتها لصاحب القرار الاعلى
ودمتم بخير …
.كتب عبدالناصر السنيدي