شارك الخبر
نشر بالتزامن مع صحيفة الأيام العدنية عدد اليوم الأحد 4 مايو 2023م
أحمد يسلم
تأملت هذه مقولة شهيرة مفادها ( خذوا من التاريخ عبرة ) وذهبت ذاكرتي إلى استدعاء بعض الحوادث التاريخية والحديثة في تاريخ الجنوب
وقبل اللولوج في التفاصيل تعالوا الى تلك الرواية من تراثنا العربي
ومحتواها إن قوما من الاعراب خرجوا للصيد فطاردوا ضبعة حتى الجأوها خباء أعرابي بدوي فماكان منه إلا أن جرد سيفه وحال بينهم وبينها وقال كلمة مشهورة (قد استجارت بي فاجرتها والله لن تمسوها مادام سيفي بيدي) فجعل يطعمها ويسقيها ويقدم لها بنفس راضية كل مالذ وطاب . وذات يوم فيما كان نائما إذ وثبت عليه وبقرت بطنه وهربت فجاء أبن عمه يطلبه فوجده جثة ملقية فتبعها حتى قتلها وانشاء يقول :
ومن يصنع المعروف في غير أهله
يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر *
أدام لها حين استجارت ببيته
طعاما وألبان اللقاح الدرائر
وسمنها حتى إذا ما تكاملت
بقرته بانياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من
بدأ يصنع المعروف في غير شاكر .
تذكرت حديث جدتي لأمي رحمها الله عندما كانت تردد بين فينة وأخرى أسم أحمد صفي الدين وفي طفولتي لم اكترث لهذا الأسم كثيرا لكنه ظل عالقا وماأن وعيت حتى دفعني فضولي للبحث عن هذا الأسم الذي تصفه جدتي بالغدر والعيب ونكران المعروف والجميل
إذ به أحمد بن الحسن بن القاسم قائد الجيش الأمامي الذي غادر “ضوران” هاربا من عمه الأمام 1049هجرية ليحتمي بدولة الأمير حسين عبدالقادر اليافعي أمير عدن ولحج وأبين حتى 1053هجرية وهكذا وجد صفي الدين وجيشه وخيوله في ضيافة الأمير حسين كلما له علاقة بالنخوة والكرم والجود والشهامة والعطاء بغير من ولا تبرم إلى أن جاء نسيب الصفي القاضي أحمد بن الحسن الحيمي وسيطا متوسلا الأمير حسين إقناع الصفي وجيشه بالعودة إلى ضوران وعندما أسر الصفي للأمير حسين موافقته على العودة قدم الأمير لأئحة اشتراطات لصالح الصفي يوافق عليها الأمام بتوقيعه خطيا وهذا ماكان .
عاد الصفي وجيشه محميا بوثيقة” االعهد والوفاق” عام 1051 هجرية التي وقعها عمه الأمام بضغط الأمير حسين ونخوته . إلى هنا والأمر طبيعيا لكن ماالذي جرى؟! ومالذي كان يضمره هذا الصفي سيئ النية وغير صافي السريرة .
بمجرد أن وصل وجيشه إلى عاصمتهم ضوران حتى قال لعمه الأمام مغريا أياه في غزو بلاد الأمير حسين نظرا لما رصدته أعينه وجواسيسه في سني لجؤهم من ثروات ومن خير وفير عندما خاطب عمه الأمام مولاي معك “رجال على حجار الخير والرزق الوفير هناك ” يقصد في الجنوب . جهز الصفي بقيادته جيشا جرارا مشمولا بالكثرة العددية كما وصفه مؤرخهم الجرموزي
وماأن أطل هذا الجيش مشارف قعطبه والضالع حتى أطلق فتواه التكفيرية بحق الأمير حسين وشعبه عندما نصت الفتوى بكون حسين عبدالقادر ومن والاه كفره من كفار التأويل وأنه يجوز قتل النساء والأطفال إذا تحصن بهم جيش الكفار ( جيش وقبائل الأمير حسين) حتى لاتكون الغلبة لجيش الكفار على جيش المسلمين ههه قال المسلمين . ليكرر التاريخ نفسه في غزوة صيف 1994م فكانت الفتوى هيى الفتوى والخطة هي الخطة والخديعة هيى الخديعة والطرق هيى الطرق والأدوات هيى ذات الأدوات ومااشبه الليلة بالبارحة!! . وهكذا كان الحال نفس الحال مع الأمير حسين وشعبه وعلي سالم البيض ودولته وشعبه وهو الذي قدم لهم دولة مسبعة مربعة بكل مقوماتها وماحمل حملها تضحية من أجل الهدف العظيم كما كنا نصفه ويصفه البيض وقومه .
عاثوا فسادا وقهرا وظلما ونهبا لكن التاريخ أيضا لايرحم الخونة الغدارين فبعد سبعين عاما من تلك غزوة العيب والغدر تداعى ال الجنوب وزعاماتهم وقرروا طرد الغزاة عندما توحدوا على كلمة سوا الا من بعض المرتشين فكان لهم ماأردوا وكان للغزاة مايخشون . تعالوا جميعا أهلنا ورموزنا في مشارق الجنوب وغربه وشماله وجنوبه اليوم إلى كلمة سوا ليعيد التاريخ نفسه . ولنا في التاريخ حكمة وعظة وليكن التاريخ معلمنا الأكبر
_______
أم عامر . لقب يطلق على الضباع