شارك الخبر
انهار سد (نوفا كاخوفكا) او سد (خيرسون) جنوب اوكرانيا بفعل الحرب الاوكرانية/الروسية فتوالت اخبار ذلك الحدث في وسائل الاعلام الاوربية الغربية ، معلنةً بكارثةٍ انسانية وبيئيةٍ كونية .
لتعقبها بعد ذلك اخبار بعض وسائل اعلام التبعية العربية ، مهولةً ومحذرةً من مخاطرٍ اقتصادية قد تتسبب في مجاعة عالمية بفعل نقص الحبوب ، وكأن العالم كله ، ونحن معه ، يقتات فقط على القمح الذي يُزرع في تلك المساحة الصغيرة على نهر (دنيبر ) ولايشرب إلا من ( بيْرة ) الشعير المزروع على ضفاف ذلك النهر .
هذا التناول المبالغ فيه اعلامياً وتهويلاً ، يذكرني _ مع فارق الوقت والحدث _ بقصة انهيار (سد مارب) كما اوردها كُتّاب التاريخ السياسي السُلطوي ، والتي تقول ان حضارة اليمن انهارت بفعل انهيار سد مأرب الذي اخربه فأر .. وان قبائل اليمن وجنوب الجزيرة العربية تركت اليمن وهاجرت الى شمال الجزبرة العربية والشام والعراق بعد انهيار السد ، وكأنّ كل سكان اليمن وجنوب جزيرة العرب من شرقها الى غربها كانوا يعيشون ويزرعون ويستقون من ماء سد مارب ، ذلك السد الذي شُيد في وادٍ قفرٍ غير ذي زرع ليوفر الماء للعاصمة السبئية في وسط الصحراء .
هكذا تورد اخبار التاريخ منذ القدم ، تخدم السياسة ، وتتبع المصلحة ، ولا تجاهر بالحقيقة إلا لسياسة او مصلحة .
من صفحة أبوزين عمر القعيطي
٩ / ٦ / ٢٠٢٣م.